20 يونيو 2025 23:54
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

علاج الاكتئاب أثناء الحمل.. موازنة دقيقة بين صحة الأم وسلامة الجنين

يواجه الأطباء تحديًا كبيرًا في علاج الاكتئاب لدى الحوامل، حيث يتطلب الأمر موازنة دقيقة بين الحفاظ على الصحة النفسية للأم وضمان سلامة الجنين. في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، يوصي الأطباء بالبدء بالعلاج النفسي كخيار أول، خاصةً العلاج المعرفي السلوكي الذي أثبت فعاليته دون مخاطر على الجنين.

أما في حالات الاكتئاب الشديد، يصبح اللجوء للعلاج الدوائي ضرورة لا غنى عنها، لكن تحت إشراف طبي دقيق ومستمر. ينصح الأطباء هنا باستخدام دواء واحد بجرعات فعالة بأقل تركيز ممكن، مع تفضيل بعض أنواع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تعد أكثر أمانًا خلال فترة الحمل.

تكتسب الأشهر الثلاثة الأولى والأخيرة من الحمل أهمية خاصة في هذا الصدد، حيث يكون الجنين أكثر حساسية للتأثيرات الدوائية. لذلك، يجب أن يتم العلاج ضمن فريق طبي متكامل يشمل طبيبًا نفسيًا، وطبيبًا باطنيًا، وطبيب نساء وتوليد، بالإضافة إلى طبيب تخدير في حال الولادة القيصرية.

تشمل خطة العلاج الناجح المتابعة الدورية للحالة النفسية للأم، والمراقبة المستمرة لصحة الجنين، وتعديل الجرعات حسب تطور الحمل، مع ضرورة إعلام فريق الولادة بجميع الأدوية المستخدمة.

يؤكد الخبراء أن العلاج المنضبط يحقق فوائد كبيرة تشمل تحسن الصحة النفسية للأم، وانتظام المتابعة الطبية للحمل، وتحسن التغذية والعناية الذاتية، بالإضافة إلى تقليل مخاطر اكتئاب ما بعد الولادة وتحسين النتائج الصحية للجنين.

يجب التنويه بأن القرار العلاجي يجب أن يكون فرديًا، مع مراعاة ظروف كل حالة على حدة، بعد مناقشة شاملة للمخاطر والفوائد بين الطبيب والمريضة.