“محظرتي”.. مكتبة شنقيطية رقمية تنقل تراث الصحراء إلى شاشات العالم

أطلق الطالب الموريتاني عبد الله بوياتي الوداني، المقيم في كندا، تطبيقًا إلكترونيًا جديدًا يحمل اسم “محظرتي”، ليصبح أول مكتبة رقمية متكاملة تُعنى بحفظ ونشر كنوز المحظرة الشنقيطية حول العالم.

ويُعد التطبيق قفزة نوعية في رقمنة التراث العلمي لموريتانيا، إذ يُتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى كنوز المعارف الإسلامية واللغوية التي صاغتها قرائح العلماء الشناقطة، من متون أصول الفقه إلى علوم القرآن والحديث، ومن درر اللغة إلى دراسات السير والمخطوطات النادرة التي بقيت حبيسة رفوف الصحراء لعقود.

“محظرتي” لا يقتصر على كونه تطبيقًا ذكيًا بل يمتد إلى موقع إلكتروني متكامل، يُمكّن المستخدم من التصفح والقراءة والبحث وحفظ المراجع، وكأنه في مجلس علم مباشر مع شيخه. التطبيق يستحضر عبق المحظرة، وروح التلقي القديم، ولكن بلغة العصر وأدواته.

ويأتي المشروع في ظل تسارع عالمي في الرقمنة، ليعيد المحظرة الموريتانية، التي لطالما كانت منارات للعلم وسط رمال الصحراء الكبرى، إلى واجهة المشهد الثقافي والمعرفي، ولكن هذه المرة عبر تقنيات حديثة تسافر بسرعة الضوء.

لاقى المشروع ترحيبًا كبيرًا في الأوساط الثقافية والعلمية، حيث أشاد عدد من الباحثين والمفكرين بهذه المبادرة الشبابية التي تعكس وعيًا عميقًا بأهمية توظيف التكنولوجيا في حفظ الهوية الثقافية وخدمة التاريخ العلمي لبلاد شنقيط.