موجة مبكرة لمتحور إنفلونزا K تهدد أوروبا قبل الشتاء

تواجه أوروبا تهديدًا صحيًا غير معتاد مع اقتراب فصل الشتاء، حيث ينتشر متحور الإنفلونزا K بسرعة كبيرة ويجتاح القارة قبل الموعد التقليدي لموسم الإصابة، مسجلًا معدلات إصابة مرتفعة، خصوصًا بين كبار السن والأطفال والفئات الأكثر ضعفًا.

ويثير هذا التطور مخاوف من ضغوط غير مسبوقة على المستشفيات الأوروبية، في ظل عدم توفير اللقاح الحالي حماية كاملة ضد هذا المتغير الجديد، ما يجعل التحصين المبكر واتباع التدابير الوقائية أمرًا بالغ الأهمية.

وحذر المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض (ECDC) من أن موسم الإنفلونزا لهذا العام قد يصل مبكرًا وبشدة إلى نصف الكرة الشمالي، بعد انتشار المتغير الفرعي K من فيروس A(H3N2) بسرعة، وقد تم رصده في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، ما يزيد احتمالية تعرض المستشفيات لضغط شديد خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع وجود اختلاف بين تركيبة اللقاح لهذا الموسم والمتغير السائد، بحسب تقرير لصحيفة الباييس الإسبانية.

خصائص متغير K

يتميز متغير K بوجود سبع طفرات رئيسية في بروتين الهيماجلوتينين (HA)، مما يعزز قدرته على الالتصاق بالخلايا البشرية وتجاوز المناعة الناتجة عن الإصابة السابقة أو التطعيم. ونتيجة لذلك، تنتشر العدوى بشكل أسرع وتظهر موجة الإنفلونزا قبل عدة أسابيع مقارنة بالمواسم السابقة.

في اليابان، تسبب هذا المتغير في تفشي الإنفلونزا قبل خمسة أسابيع من المعتاد، مما أدى إلى إغلاق أكثر من 100 مدرسة وارتفاع حاد في ضغط المستشفيات، خاصة بين الأطفال.

كما شهدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة زيادات سريعة في الإصابات، وهو نمط يثير قلق السلطات الصحية الأوروبية حاليًا.

توقعات في إسبانيا

أشار أنتوني تريلا، أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة في جامعة برشلونة، إلى أن البيانات الحالية تشير إلى أن موسم الإنفلونزا في إسبانيا 2025-2026 قد يتقدم من 3 إلى 4 أسابيع عن المعتاد، مع احتمالية بلوغ ذروة الإصابات قبل نهاية العام، مما قد يضاعف الضغط على الموارد الصحية خلال فترة العطلات والتنقلات.

لقاح الإنفلونزا وفعاليته

حذر الخبراء من أن اللقاح الموسمي تم تصميمه قبل ظهور متغير K، مما قد يقلل من فعاليته في منع العدوى، رغم أن البيانات الأولية تشير إلى استمرار قدرته على الحماية جزئيًا، حيث تصل النسبة إلى 70-75% لدى الأطفال و35-40% لدى البالغين. وأكدوا أن الهدف الأساسي من التطعيم هو الحد من المضاعفات، وتقليل حالات دخول المستشفيات، وخفض معدل الوفيات بين الحالات الحرجة.

تحذيرات للفئات الأكثر عرضة للخطر

رفع ECDC مستوى تقدير الخطر من متوسط إلى مرتفع لكبار السن، وذوي الأمراض المزمنة، والمضعفين مناعة، والحوامل، وسكان دور الرعاية طويلة الأمد.

وأوصى المركز بما يلي:

التطعيم الفوري دون تأجيل للفئات المستهدفة، استخدام مضادات الفيروسات مبكرًا في الحالات عالية الخطورة، النظر في الوقاية الدوائية خلال تفشيات الإنفلونزا في دور الرعاية، وتعزيز إجراءات الوقاية في المستشفيات والمراكز الصحية، بما في ذلك ارتداء الكمامات، وتكثيف التوعية العامة حول النظافة التنفسية والإجراءات الوقائية.