طاقية الإخفاء البلازمية.. تكنولوجيا طورتها الصين تُخفي مقاتلاتها عن أجهزة الرادار

آخر تحديث :
الإخفاء بالبلازما تكنولوجيا طورتها صينية تُخفي مقاتلاتها عن أجهزة الرادار
الإخفاء بالبلازما تكنولوجيا طورتها صينية تُخفي مقاتلاتها عن أجهزة الرادار

تسابق جمهورية الصين الشعبية وجيشها القوي الزمن لتحديث ترسانتها من الأسلحة وإجراء الأبحاث والتجارب، بغية الاستعداد لحروب مقبلة أو ردع الخصوم من خلال إثنائهم عن التفكير في مواجهة الجيش الصيني، خاصة من تمسك الصين بحلم إستعادة جزيرة تايوان رغم تحالف الأخيرة مع أمريكا.

وفي هذا الإطار طوّر علماء صينيون جيلًا جديدًا من تكنولوجيا التخفي بالبلازما، التي تسمح للطائرات بالاختفاء من الرادار، وفقًا لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

وأفادت الصحيفة، بأن “جهاز التخفي البلازمي ذا الشعاع الإلكتروني المغلق” يمكن تشغيله في أي لحظة مع حماية الطائرة من اعتراض الرادار.

ولفتت الصحيفة إلى أن النتائج المنشورة في المجلة الصينية لعلوم الراديو، جزء من مشروع بحثي بقيادة “تان تشانج” وفريقه في الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.

ويأتي التقدم التكنولوجي الذي حققه الباحثون الصينيون، في الوقت الذي أدى فيه التنافس “الجيوسياسي” بين واشنطن وبكين حول التفوق العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى إبقاء التوترات مرتفعة.

وتتمتع هذه التكنولوجيا بالعديد من المزايا، مثل البنية البسيطة، ونطاق الطاقة الواسع القابل للتعديل، وكثافة البلازما العالية، كما كتب “تان تشانج” وفريقه في ورقة بحثية تمت مراجعتها في ديسمبر.

وعندما تتفاعل الموجات الكهرومغناطيسية -مثل تلك المنبعثة من الرادار- مع البلازما، فإنها تتسبب في تحرك الجزيئات بسرعة وتصادمها، ما يبدد طاقة الموجات ويقلل من قوة الإشارة المنعكسة. وخضعت كلتا الطريقتين لتحقيق التخفي عبر البلازما ذات درجة الحرارة المنخفضة لاختبارات الطيران، وأثبتتا نجاحهما، وفق “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

وتوضح الصحيفة أن هذا التفاعل يحول طاقة الموجات الكهرومغناطيسية إلى طاقة ميكانيكية وحرارية للجسيمات المشحونة، ما يقلل من قوة الموجات وبالتالي يضعف إشارة الرادار المنعكسة.

وتشير مجلة “نيوزويك” الأمريكية، إلى أن مفهوم تكنولوجيا التخفي البلازما، وهو نهج مبتكر لجعل الطائرات غير مرئية للرادار، نشأ في حقبة الحرب الباردة.

وخلال تلك الفترة المتوترة، خصصت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي موارد كبيرة لتطوير هذه التكنولوجيا.

وعلى الرغم من جهودهما، منعت القيود التكنولوجية في ذلك الوقت تقنية اختراق البلازما من التقدم إلى ما بعد المراحل التجريبية.

وفي المقابل، فإن الطائرات الشبح الحديثة، مثل F-22 وF-35، تحقق الاختفاء من خلال مواد ماصة للرادار، وأشكال هندسية فريدة من نوعها.

ومع ذلك، فإن هذه الميزات تقوض الكفاءة الديناميكية الهوائية، على سبيل المثال، تواجه الطائرة F-22تحديات في سيناريوهات القتال المباشر، ولا تستطيع الطائرة F-35الحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت، ويمكن أن تكون لتكنولوجيا الاختفاء للمواد الماصة للرادار تكلفة باهظة، وفقًا لـ “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، التي أفادت بأن الباحثين في الصين، بما في ذلك القوات الجوية، يحاولون تطوير تقنية التخفي بالبلازما المغلقة.

ويمكن أن يساعد التحسين في تسهيل توليد بلازما عالية الكثافة، وتغيير معالمها المميزة لامتصاص الموجات الكهرومغناطيسية متعددة النطاقات.

وقال الفريق الصيني الذي يقف وراء الابتكار: “لقد أظهرت اختبارات النماذج الأولية التي أجريت على الأرض جدوى تصميمها”.

ومع ذلك، لا يستطيع الجميع بناء هذه الآلة، إذ إن هناك العديد من التحديات التقنية وراء هيكلها الذي يبدو بسيطًا. وعلى سبيل المثال، يشكل قياس البلازما بدقة داخل التجويف عقبة كبيرة أمام الطرق الحالية.

ومع ذلك، أضاف “تان” وزملاؤه: “نتوقع التنفيذ الفعلي لهذه التكنولوجيا في الصين قريبًا”.