“صواريخ الحوثيين” و “7 أكتوبر” أنجبت “تحالف استعماري جديد”

آخر تحديث :
حسن عصفور
حسن عصفور

أعلنت الولايات المتحدة يوم 18 ديسمبر 2023، تشكيل “تحالف عسكري” يضم 10 دول بينها عربية واحدة هي البحرين، تحت مسمى “حارس الازدهار” (مشتق مع تسميات إسرائيلية لعملياتها العدوانية ضد فلسطين)، بادعاء حماية أمن التجارة وحركة السفن في البحر الأحمر، من الهجمات التي أطلقتها الجماعة اليمينية المعروفة باسم “الحوثيين”.

قد يبدو، أن التحالف العسكري جاء كرد فعل على ما قامت به الجماعة الحوثية، سواء بإطلاقها صواريخ نحو دولة الكيان، أو مهاجمتها سفن تجارية تعبر باب المندب، للتعامل مع “التحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان حرية الملاحة” كما جاء في بيان وزير الدفاع الأمريكي عند إعلان التحالف.

اتساقا بتطور الأحداث في المنطقة، هناك ارتباط موضوعي ومباشر بين “صواريخ الحوثيين” و”عملية 7 أكتوبر، في التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، لجهة الحضور العسكري السريع جدا للقوات الأمريكية في البحرين الأبيض والأحمر، وإعادة بناء الوجود المتحرك عبر مظاهر لا تبدو وكأنها ثابتة، بمسميات خادعة.

بعد ساعات من حادثة 7 أكتوبر 2023، أعلنت الولايات المتحدة، وبشكل مفاجئ وغرب، انها سترسل حاملات طائرات الى البحر المتوسط قرب دولة الكيان كجزء من “الحماية الأمنية” ضد أي عدوان خارجي قد تتعرض له إسرائيل، وبعد أيام أرسلت الغواصة إيزنهاور الى البحر الأحمر، دون تفسير مباشر.

وبعد 73 يوما، قررت أمريكا تشكيل تحالفها البحري العسكري في منطقة الخليج، لتؤكد أن مجرى الأحداث، ليس بعيدا عن جملة أهداف تحت المراقبة للتطورات، بأن واشنطن كانت تستعد لمرحلة جديدة من العودة العسكرية المباشرة في منطقة الخليج، عبر شكل مختلف عما هو قائم من وجود المنطقة العسكرية الوسطى لها في قطر والبحرين.

أمريكا، وجدت في عمليات الحوثيين، وقبلها حادث أكتوبر “فرصة ذهبية” لتحقيق هدف ما كان له أن يكون، دون وجود “أحداث كبرى” تبرر العودة العسكرية الكبرى، ولم يكن مصادفة أبدا أن الدول العربية، عدا البحرين، ليست جزءا من ذلك التحالف العسكري، رغم أنها المفترض بلدان المنطقة والحوض البحري، والمهددة بشكل أو بآخر من تلك الصواريخ التائهة بهدفها السياسي.

استغلال الولايات المتحدة “صواريخ الحوثيين” لبناء حلف عسكري جديد، له ملامح استعمارية، جزء من الاستراتيجية الجديدة بعدما بدأ حركات “تمرد” رسمية عربية على الهيمنة الأمريكية بعد  سنوات طويلة في المنطقة، كانت نموذجا للنهب والاستغلال والسيطرة السياسية بما نال كثيرا من البعد الاستقلالي لتلك الدول العربية، فاتجهت الى فتح طرق للتعاون المتعدد، اقتصاديا وأمنيا وكسر “الاحتكار التاريخي”، الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

التخطيط الأمريكي لعودة البعد الاستعماري القديم عسكريا، لا يرتبط أبدا بخدعة التهديد الحوثي، بقدر ما يرتبط بزعزعة مكانة الهيمنة التي طال زمنها، وحركة تغيير بملامح مختلفة لقطبية بدأت تكسر فردانية القطب، وخاصة بعد العملية الروسية في أوكرانيا، وبروز تكتل “البريكس” الاقتصادي، واتفاقات أوبك بلس، مع حركة نمو متسارعة جدا للصين بمجالات متعددة، والاتجاه العالمي للتخلص من “هيمنة الدولار” الشكل الاستعماري الأبرز في الاقتصاد والسياسة.

التحالف العسكري الاستعماري الجديد في البحر الأحمر، محاولة جديدة لعرقلة “التمرد الإقليمي” على الهيمنة الأمريكية، وليس حماية أمن المنطقة من “صواريخ” لا تعدو كونها استعراضية..تلك هي المسألة.

ملاحظة: من باب التسالي لمن أصابته حرب الفاشية اليهودية بالكآبة الإنسانية..تابع تصريحات الإدارة اللي مصرة انها تبقى متحكمة بالدنيا..رئيسها بحكي شي ووزير خارجيتها بيحكي شي تاني…طيب مش أول تعرفوا شو تحكوا ..بس كل كلامكم بيقول أنكم أصحاب الحرب مش شريكها..يا ريت عربنا يعرفوا.

تنويه خاص: متحدث حمساوي طلع يقلك تتفضل السلطة الفلسطينية وتيجي على قطاع غزة وتحكم…وبعدها شكله طلع فرحان أنه ألقى قنبلة “ذكية”…الصراحة انها قنبلة محزنة الى حد مش عادي..حماس برة غزة مش حماس جواتها..والباقي عندكم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.