تُعدّ محافظة جنوب سيناء نموذجًا مشرفًا في التنوع الزراعي، حيث تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال توسيع المساحات الزراعية وتنويع المحاصيل.
تتميز المحافظة بتنوعها المناخي، مما يسمح بزراعة مختلف أنواع المحاصيل، من الفواكه والخضروات والحبوب، إلى الأعلاف، وتشهد زراعة محاصيل جديدة مثل بطاطا العلف، وذلك لتوفير بدائل للأعلاف وتلبية احتياجات الثروة الحيوانية المتزايدة.
ةيسعى الجهاز التنفيذي بالمحافظة إلى دعم المزارعين من خلال توفير التمويل والبذور والأسمدة اللازمة، وكذا يتم تنظيم ورش عمل وندوات لتوعية المزارعين بأحدث تقنيات الزراعة والري.
كما تُقدم الدولة تسهيلات للمستثمرين في مجال الزراعة، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل.
في ظل تحديات التربة وندرة المياه في جنوب سيناء، يتجه مزارعو المنطقة نحو زراعة محاصيل تلبي احتياجات الماشية وتحسن الإنتاجية الزراعية.
أكد محمد جابر، مهندس زراعي في إحدى المزارع بطور سيناء، أن التربة والمياه المحدودة في المنطقة تجعلها غير ملائمة لبعض المحاصيل مثل البرسيم الموسمي، الذي يُعتبر غذاءً أساسيًا للماشية. ومن هنا جاء التحول نحو زراعة محاصيل تُعتبر مناسبة للعلف وتحمل قيمة غذائية عالية، مثل بطاطا العلف.
وأوضح جابر أنه تم تجربة زراعة بطاطا العلف من نوع “البيوجارد”، وهي محاصيل مُخصصة للعلف الحيواني. تميزت هذه البطاطا بلونها الفاتح وانخفاض نسبة السكر بها، مما جعلها محط اهتمام المزارعين لتلبية احتياجات الماشية، خاصةً بعد ارتفاع تكلفة نقل العلف الحيواني من المناطق الأخرى.
وأضاف جابر أن النتائج الأولية للتجربة كانت مبشرة، حيث تجاوزت الإنتاجية الـ20 طنًا للفدان. ويُرجى ملاحظة أن عملية الري بالتنقيط ساهمت في تحسين الإنتاجية، مما جعل البطاطا تتأقلم مع التربة الرملية وتقلل من استهلاك المياه.
وأشار جابر إلى ضرورة توفير العناصر الغذائية الضرورية لنمو بطاطا العلف، مثل النيتروجين والبوتاسيوم والفسفور، بالإضافة إلى العناصر الغذائية الثانوية مثل الكالسيوم والكبريت. وأكد أن المكافحة ضد الأمراض الحشرية ليست منتشرة بشكل كبير في جنوب سيناء، مما يُسهل عملية الزراعة.
من جهته، أشار الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، إلى أهمية توسع زراعة المحاصيل العلفية لتلبية احتياجات الماشية المتزايدة في المحافظة. وأكد أن بطاطا العلف تُستخدم كعلف للأغنام والأ
