يتوفر لدى كل شخص وضعية مفضلة للنوم، وتلعب هذه الوضعيات دوراً حاسماً في جودة نومهم وصحتهم على المدى الطويل. قد تؤدي بعض الوضعيات إلى آثار سلبية على الصحة، وفي الحالات الأسوأ، إلى مشاكل صحية خطيرة وحتى الموت ببطء، وفقاً لتقديرات الخبراء. لذا، من الضروري فهم الآثار المحتملة لكل وضعية للنوم.
على الرغم من أن الأبحاث تشير إلى أن وضعية النوم يمكن أن تؤثر على حالات مثل الخرف وأمراض القلب، إلا أن الدراسات المتاحة محدودة وتركز بشكل أساسي على الآلام والأوجاع.
من بين الوضعيات الشائعة للنوم، النوم الجانبي، ولكن يمكن أن تكون له آثار صحية مختلفة على الأشخاص اعتمادًا على الجانب الذي يستلقون عليه، الأيمن أو الأيسر. يُنصح النساء الحوامل وأي شخص يعاني من ارتجاع الحمض أو مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو مشاكل أخرى في الأمعاء بالنوم على جانبهم الأيسر، بينما يُفضل على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب النوم على جانبهم الأيمن لتخفيف الضغط على القلب.
تشير الدراسات إلى أنه عندما يستلقي الناس على جانبهم الأيسر يتغير وضع قلبهم بسبب الجاذبية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في النشاط الكهربائي للقلب، كما أن وضع الجسم على الجانب يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ. وتوجد أدلة تشير إلى أن عملية “التطهير” التي يقوم بها الجهاز الغليمفاوي (Glymphatic) في الدماغ تعمل بشكل أفضل عندما ننام على جانبنا الأيمن.
تعتمد المشاكل الصحية الناتجة عن وضعية النوم على عدة عوامل، مثل شكل الجسم ونوع المرتبة. من الأهمية بمكان استخدام وسائد مناسبة لدعم الجسم والتخفيف من الضغط على الأماكن الحساسة. على سبيل المثال، يُنصح بوضع وسادة تحت الرأس والرقبة لمحاذاتها بشكل صحيح مع العمود الفقري، ووضع وسادة بين الركبتين لدعم الوركين وتقليل الضغط على الظهر السفلي.
أما النوم على الظهر، فقد يتسبب في توقف التنفس أثناء النوم، والحل الأمثل هو النوم بوضع مرتفع قليلاً للرأس. يمكن أن يكون النوم على الظهر مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العمود الفقري أو بعد إجراء عمليات جراحية.
أما النوم على البطن، فيمكن أن يقلل من الشخير ولكنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى آلام الظهر والرقبة. يُنصح بوضع وسادة رفيعة تحت البطن للحفاظ على محاذاة العمود الفقري.
