التواراة دليل إدانة ضد إسرائيل أمام العدل الدولية.. جنوب إفريقيا تستشهد بخطابات نتنياهو عن العماليق للتحريض على إبادة سكان غزة

آخر تحديث :
محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية

نجحت جنوب إفريقيا في تحويل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو التي حرض فيها على الإبادة الجماعية خلال الغزو البري لقطاع غزة إلى أدلة تدينه وتدين دول الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية، خاصة الجزء المتعلقات بنؤات العهد القديم.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار جدلًا واسعًا بتصريحاته التوراتية عن قطاع غزة، والتي أدلى بها خلال استعدادات إسرائيل لغزوها البري للقطاع في أكتوبر الماضي.

وتلك التصريحات أوردتها الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل هذا الشهر، كما خصت وثيقة الاتهامات مسؤولين إسرائيليين وفي مقدمتهم نتنياهو، بسبب تلك التصريحات التوراتية وغيرها التي أدلى بها بينما كانت إسرائيل تستعد لغزوها البري لقطاع غزة، في 23 أكتوبر الماضي.

وأضافت الوثيقة أن كلمات نتنياهو تلك «مُقتبسة من سفر صموئيل الأول في الإصحاح الـ15، حيث يُطلب من الملك شاول أن لا يشفق على أحد في مهاجمة عماليق»، والتي عاد يعلق عليها ويرفضها نتنياهو للدفاع عن نفسه خلال بيان الأيام الماضية، وفقًا للموقع الإخباري الإسرائيلي Jewish Telegraphic Agency.

في تصريحاته، استشهد نتنياهو بقصة توراتية عن التدمير الكامل لشعب «عماليق» – شعب كان عدوًا لبني إسرائيل قديمًا- على يد الإسرائيليين، قائلًا: «يطالبنا كتابنا المقدس ما فعله بنا عماليق بك، كما يقول كتابنا المقدس.. نحن نتذكر ونحن نقاتل».

وتسببت هذه التصريحات في إدانته بتهمة «إظهار نيته في الدعوة إلى الإبادة الجماعية لسكان غزة».

في رد على الانتقادات، سعى نتنياهو إلى التنصل من قولها، الأيام الماضية، بإطلاق تبريرات وتفسيرات أخرى للآيات التي استخدمها على الهواء.

وقال مكتب نتنياهو، أمس الثلاثاء، ردًا على الانتقادات تلك، إن التهمة التي تم بثها في جلسات الاستماع الأولية، الأسبوع الماضي، في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا، كانت «سيئة (سخيفة)».

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن: «هذه التهمة الكاذبة وغير المعقولة تعكس جهلا تاريخيًا عميقًا».

وأضاف البيان: «هاجم العمالقة بني إسرائيل بلا رحمة بعد الخروج من مصر.. لقد تم استخدام المقارنة بعماليق على مر العصور للإشارة إلى أولئك الذين يسعون إلى القضاء على الشعب اليهودي، آخرهم النازيون».
وأشار مالكولم شو، المحامي البريطاني الذي يقود فريق الدفاع عن إسرائيل في لاهاي، خلال شهادته الأسبوع الماضي، إلى أن نتنياهو أوضح في الاقتباس الكامل أنه يربط بين عماليق وحماس، وليس مع الفلسطينيين بشكل عام.

وقال نتنياهو: «إننا ندخل الآن المرحلة الثانية من الحرب، التي أصبحت أهدافها واضحة: «تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس وعودة الرهائن».

فيما استكمل المحامي البريطاني مزاعمة: «ليست هناك حاجة هنا لمناقشة لاهوتية حول معنى عماليق في اليهودية، وهو ما لم يفهمه مقدم الطلب بالفعل». زعم المحامي أن وثيقة الاتهام الجنوب أفريقية أخطأت في نسب مصدر اقتباس نتنياهو، مما يشير بشكل غير دقيق إلى أنه كان يشير إلى سفر صموئيل النبي اليهودي بالإصحاح الـ15.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقتبس هذا المقطع، حيث إن «اذكر ما فعله عماليق بك» مأخوذة من سفر التثنية الإصحاح الـ25، ويشير إلى كيف أنقذ الله بني إسرائيل من الخطر الذي تسبب فيه العماليق في الصحراء، على حد قوله.

في المقابل، أشار إلى أن هذه العبارة تظهر في سفر التثنية، ضمن سلسلة من الوصايا والتي ينظر إليها علماء اليهود على أنها وصية لتذكر أن الله مع اليهود حتى في أوقات الخطر. وتأتي كلمات الوصية التي اقتبس منها نتنياهو كاملة، حسب مالكولم شو، خلال 3 آيات في سفر التثنية الإصحاح 25، بداية من الآية 17 حتى 19.

وتقول الآيات حسب النص التوراتي: «اذكر ما فعله بك عماليق في الطريق عند خروجك من مصر، كيف لاقاك في الطريق وقطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك وأنت كليل ومتعب ولم يخف الله. فمتى أراحك الرب إلهك من جميع أعدائك حولك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبا لكي تمتلكها، تمحو ذكر عماليق من تحت السماء. لا تنس».

وعاد المحامي شو يستكمل تفسيرات وتاريخ استخدام الآيات، مشيرًا إلى أن استخدام الآية كما قالها نتنياهو وتظهر في سفر التثنية، تم الاستعانة بها بشكل متكرر منذ الهولوكوست، حيث سجلها المركز الثقافي الإسرائيلي حول المحرقة، ياد فاشيم، على إحدى اللافتات المُعلقة داخلها، ويتضمن الأرشيف الإسرائيلي داخل المركز رسائل بين يهود أوروبيين خلال المحرقة يناشدون داعمين بعضهم خلال الهولوكوست.

واختتم إدعاءاته قائلًا: «الدعوات بعدم إبقاء أي أثر لعماليق أو محو ذكراهم يجب أن تُفهم بشكل مجازي، وليس حرفيًا».

في ختام المطاف، تبقى تصريحات نتنياهو التوراتية عن غزة محل جدل وتناقض، حيث يرفض البعض تفسيراته لها، بينما يجد آخرون فيها إشارة واضحة إلى نيته في القضاء على سكان القطاع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.