في خضم الجهود العالمية الحثيثة لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، تفتح الأبحاث العلمية الجديدة آفاقاً واعدةً قد تُساهم في تغيير مسار هذه المعركة. فبينما تُركّز الجهود بشكل أساسي على تطوير اللقاحات والعلاجات، تُشير دراسات حديثة إلى إمكانية استغلال حليب الأم كسلاحٍ محتملٍ في هذه المعركة.
خصائص حليب الأم المضادة للفيروسات
ويعرف حليب الأم منذ القدم بفوائده الصحية الجمة للرضع، حيث يُزوّد أجسامهم بالعناصر الغذائية الأساسية ويعزّز مناعةً قويةً تُساعدهم على مقاومة الأمراض. وتكمن إحدى أهمّ خصائص حليب الأم في احتوائه على أجسام مضادة ناتجة عن مناعة الأم، والتي تُنقل إلى الرضيع عبر الرضاعة الطبيعية.
وتشير الدراسات إلى أنّ هذه الأجسام المضادة قد لا تقتصر على حماية الرضيع من الأمراض الشائعة، بل قد تُساهم أيضاً في مكافحة الفيروسات، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد.
دور اللاكتوفيرين في المعركة ضد الفيروس
ويعد أحد العناصر الأساسية في حليب الأم هو بروتين اللاكتوفيرين، الذي يلعب دورًا هامًا في تعزيز جهاز المناعة. ويُعتقد أنّ اللاكتوفيرين يتمتع بخصائص مضادة للفيروسات، حيث يُمكنه الارتباط بفيروس كورونا المستجد ومنع دخوله إلى الخلايا وإصابتها.
وقد أظهرت الدراسات المخبرية أنّ اللاكتوفيرين فعّالٌ في مكافحة سلالات مختلفة من فيروسات كورونا، بما في ذلك سلالة SARS-CoV-2 المسببة لجائحة COVID-19.
تطبيقات طبية محتملة
وتشير هذه الاكتشافات العلمية الواعدة إلى إمكانية استغلال حليب الأم أو مكوناته، مثل اللاكتوفيرين، في تطوير علاجات أو لقاحات جديدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
فمن الممكن استخلاص اللاكتوفيرين من حليب الأم وتصنيعه في شكل مكملات غذائية أو أدوية تُعطى للمرضى. كما يمكن دراسة إمكانية استخدام اللاكتوفيرين في الوقاية من الإصابة بالفيروس من خلال إضافته إلى منتجات العناية الشخصية أو مواد التنظيف.
الحاجة إلى المزيد من الأبحاث
مع ذلك، لا تزال هذه الأبحاث في مراحلها المبكرة، وتُشير الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فعالية حليب الأم أو مكوناته في مكافحة فيروس كورونا المستجد على البشر.
وتشمل هذه الدراسات اختبارات سريرية على نطاق واسع لتقييم سلامة وفعالية هذه العلاجات المُحتملة.
