في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، برزت روبوتات الدردشة كأحد أهم تطبيقات هذه التكنولوجيا، حيث تُقدم خدمات متنوعة للمستخدمين في مختلف المجالات. إلا أن مخاوف جديدة بدأت تُثار حول إمكانية احتواء هذه الروبوتات على معلومات وبيانات عنصرية، تُعرض المستخدمين لخطر التعرض للمعلومات المضللة والتحيزات.
وتعتمد روبوتات الدردشة في إجاباتها على كميات هائلة من البيانات التي يتم جمعها من جميع أنحاء الإنترنت، بما في ذلك مواقع تروج لنظريات المؤامرة ومعاداة الهجرة والعنصرية. ويزداد خطر هذه المعلومات كونها لا تُذكر مصادرها دائمًا، مما يجعل من الصعب على المستخدمين معرفة ما إذا كانت موثوقة أم لا.
وتُساهم روبوتات الدردشة في نشر الكراهية والتحيزات دون وعي المستخدمين، وذلك من خلال تقديم معلومات مضللة تُشكل صورة نمطية عن مجموعات معينة من الناس. وعندما يبحث الشخص الطبيعي عن إجابات لأسئلة صعبة، يقوم بتصفح الإنترنت الذي يظهر له دائمًا جميع المواقع التي تتضمن الإجابة التي يبحث عنها، سواء كانت مواقع متعصبة أو مضللة، ويمكنه بسهولة الابتعاد عنها. إلا أن روبوتات الدردشة، التي تقوم باستخراج إجاباتها من تلك المواقع لا تمتلك تعليمات محددة لفلترة الإجابات، وتقوم على الفور بالتحدث من خلالها.
وتُعد مشكلة روبوتات الذكاء الاصطناعي نتاج تحيزاتنا وأحكامنا، وجميع الإجابات التي تحملها بخصوص مُعاداة المهاجرين والعنصرية، هي عبارة عن معلومات صحيحة وبيانات مضللة يتم دمجها مع بعضها، وتترجم عبر ردود برنامج الدردشة الآلية.
وعلى الرغم من المخاطر التي تشكلها روبوتات الدردشة العنصرية، إلا أنها تُعد نتاجًا لتطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يعني أنها قد تُصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في المستقبل. ولذلك، يجب على الشركات والمطورين والمستخدمين العمل معًا لمنع انتشار المعلومات المضللة والعنصرية من خلال روبوتات الدردشة.
بعض الحلول المقترحة:
وضع حواجز حماية أفضل: يجب على الشركات التي تُطور روبوتات الدردشة وضع حواجز حماية لمنع انتشار المعلومات المضللة والعنصرية.
تعليم المستخدمين: يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بمخاطر روبوتات الدردشة وأن يتعلموا كيفية التحقق من صحة المعلومات التي تُقدمها.
التعامل مع التحيزات: يجب على الشركات والمطورين العمل على معالجة التحيزات الموجودة في البيانات التي تُستخدم لتدريب روبوتات الدردشة.
