دير سانت كاترين .. حكاية ألفي أيقونة تجمع بين الفن والقداسة

آخر تحديث :
دير سانت كاترين
دير سانت كاترين

في قلب سيناء، حيث تُلامس الرمالُ السماءَ، يقفُ ديرُ سانت كاترين، صرحٌ شامخٌ يُحيكُ حكاياتِ الحضارةِ والتاريخِ.

منذُ فجرِ القرنِ السادسِ، اتّخذَ الديرُ منْ هضبةِ موسى مأوىً لهُ، مُحافظًا على كنوزٍ فنيةٍ لا تُقدّرُ بثمنٍ، أبرزها مجموعةٌ منْ الأيقوناتِ البيزنطيةِ التي تُعدّ أقدمَ ما صمدَ منْ فنٍّ مسيحيٍّ عبرَ العصورِ.

تُؤرّخُ هذه الأيقوناتُ، بألوانِها الزاهيةِ وخطوطِها الدقيقةِ، لحياةِ السيدِ المسيحِ والسيدةِ العذراءِ والقديسينَ، وتُمثّلُ رحلةً عبرَ الزمنِ تُجسّدُ إبداعَ فنانينَ عاشوا قبلَ قرونٍ.

يُشيرُ حسامُ صبحي، مديرُ آثارِ سانت كاترين، إلى أنّ الديرَ يُضمّ أكثرَ منْ 2000 أيقونةٍ، تنوعتْ بينَ كبيرةٍ وصغيرةٍ، فنيةٍ وبسيطةٍ، مُوزّعةٍ بينَ كنيسةِ التجلي، ومعرضِ الصورِ، والكنائسِ الصغيرةِ، وغرفِ الكهنةِ والصوامعِ.

وتُعدّ هذه الأيقوناتُ شاهدةً على عصورٍ تاريخيةٍ مُتباينةٍ، بدءًا منْ الحقبةِ البيزنطيةِ، مرورًا بالعصورِ الإسلاميةِ، وصولًا إلى يومِنا هذا.

ويُؤكّدُ صبحي على أنّ الأيقوناتَ قد حُفظتْ بفضلِ حرصِ الرهبانِ على مرّ العصورِ، ممّا جعلَها رمزًا لِحوارِ الحضاراتِ والدياناتِ.

وتتنوعُ المدارسُ الفنيةُ في رسمِ الأيقوناتِ الموجودةِ في الديرِ، حيثُ تشملُ البيزنطيةَ والفلسطينيةَ والسينائيةَ والكريتيةَ والروسيةَ والصليبيةَ وغيرها.

وتُمثّلُ هذه الأيقوناتُ رحلةً فنيةً تُجسّدُ إبداعَ فنانينَ منْ مختلفِ أنحاءِ العالمِ، ممّا يُضفي عليها قيمةً فنيةً استثنائيةً.

وتقومُ وزارةُ السياحةِ والآثارِ حاليًا بتسجيلِ هذه الكنوزِ الفنيةِ والحفاظِ عليها للأجيالِ القادمةِ.

ديرُ سانت كاترين: رحلةٌ عبرَ التاريخِ والفنّ والدينِ، حكايةٌ تُروى بألوانِ الأيقوناتِ الخالدةِ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.