شهدت المنطقة الاستوائية في شرق إفريقيا، التي تمثل 15% من إيراد نهر النيل السنوي، هطول أمطار غزيرة تجاوزت معدلاتها الطبيعية. وتتركز هذه الأمطار بشكل خاص على بحيرة فيكتوريا، أكبر مصدر للمياه لنهر النيل.
وبحسب تصريحات الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، فإن موسم الأمطار في المنطقة الاستوائية سيستمر حتى نهاية شهر مايو القادم. وقد وصل منسوب بحيرة فيكتوريا إلى أعلى مستوى له منذ عام 2020، حيث بلغ 1136.81 مترًا. ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع خلال الأيام القادمة، مع احتمال الوصول إلى رقم قياسي جديد.
ويرجح “شراقي” وجود ارتباط علمي بين ظاهرة النينيو (El Nino) في المحيط الهادئ وهطول الأمطار الغزيرة في شرق إفريقيا. وتُشير الدراسات إلى أن ظاهرة النينيو تؤدي إلى زيادة هطول الأمطار في هذه المنطقة، مما قد يؤثر على منسوب نهر النيل.
وأكد “شراقي”وخلف هذه الأمطار الغزيرة كارثة إنسانية في بعض الدول الإفريقية، حيث أعلنت السلطات التنزانية عن مقتل أكثر من 155 شخصًا بسبب الفيضانات والسيول، وتأثر حوالي 200 ألف شخص و 51 ألف أسرة على الأقل. كما اجتاحت الفيضانات كينيا وبوروندي المجاورتين، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 100 ألف شخص في بوروندي ومقتل أكثر من 10 أشخاص في كينيا هذا الأسبوع.
