أطفال غزة بين مطرقة القصف وسندان البرد.. النوم وسط مياه الأمطار يعرض الصغار للأمراض المعدية.. وسوء التغذية يدمر المناعة

آخر تحديث :
مأساة أطفال غزة
مأساة أطفال غزة

يواجه أطفال قطاع غزة أزمة إنسانية خطيرة مع حلول فصل الشتاء، حيث تُغرق الأمطار الغزيرة المخيمات وتُعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية ونقص التغذية.

تعيش عائلات في مخيمات غير صالحة للسكن، مع تسرب مياه الأمطار من الخيام البالية، بينما ينام الأطفال على الأرض وسط برك المياه، مما يُعرضهم لخطر الإصابة بالتهابات الجلد والأمراض التنفسية.
يفتقر النازحون إلى الأغطية والطعام، مما يُفاقم من معاناتهم في ظل البرد القارس.

ونتيجة لذلك زادات حالات الإصابة بالأمراض المعدية، مثل البثور الجلدية وحمى الضنك، بسبب نقص النظافة وانتشار الحشرات، كما يعاني الأطفال من سوء التغذية، مما يُضعف جهاز المناعة ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض.

بالإضافة إلى ذلك يواجه قطاع غزة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في المراكز الصحية، مما يُعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأطفال.

وقدمت وسائل الإعلام نماذج كثيرة لأطفال يواجهون الموت بين مطرقة القصف الإسرائيل وسندان الجوع والمرض، ليظل هؤلاء الأطفال وصمة عار في جبين الإنسانية

داخل إحدى المخيمات المغمورة بمياه الأمطار في حي خان يونس، انكمشت “هنا شعيب”، حيث أصيبت بارتجاف شديد، وفشلت محاولات والدتها في تخفيض درجة حرارتها المرتفعة وتدفئتها ببطانية فقيرة الجودة. انتشرت بثور بيضاء على جلدها وتأثرت أجزاء أخرى من يدها الصغيرة. قدمت الأم الفحص الطبي للطبيب أحمد أبومعاذ، الذي أكد تعرض الطفلة لتهتك في الجلد نتيجة للإصابة والجروح غير النظيفة، ونقص المضادات الحيوية الضرورية للعلاج.

لكن “هنا” ليست الوحيدة التي تعاني من تمزق الجلد في قطاع غزة، حيث يواجه المئات من الأطفال ظروفًا صعبة خلال شهر يناير، الذي يعدّ أبرد الأشهر في العام. يعيش النازحون في مخيمات جنوب قطاع غزة ساعات طويلة في محاولة لتصريف مياه الأمطار العالقة داخل المخيمات، والتي تتسبب في غمر جميع ممتلكاتهم وأسرّتهم بمياه الأمطار. يلتفون بالكراتين لحماية أطفالهم من تسرّب مياه الأمطار من أسفل الخيمة.

تتسبب الظروف الجوية الباردة في تفاقم الأوضاع الصحية داخل قطاع غزة، حيث يشير الطبيب أحمد معاذ إلى زيادة حالات الإصابة بالتهاب الجلد والأمراض المعدية. يناشد سكان المنطقة منظمة الصحة العالمية بتوفير أماكن آمنة للأطفال، خاصة في ظل الموجة الباردة التي تضرب المنطقة.

النازحون يجتمعون أمام الحطب عند انقطاع الأمطار كوسيلة لتدفئة أطفالهم وصنع الخبز لتلبية احتياجاتهم. يصفون حالتهم بأنها كارثية منذ بداية فصل الشتاء وتأثير الموجة الباردة، حيث تكون الخيام غير صالحة للسكن، ويعاني كبار السن من آلام الظهر، وتظهر آثار البرد على جلود الأطفال.

تحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” من تهديدات متعددة تواجه الأطفال في غزة، بما في ذلك زيادة انتشار الأمراض وسوء التغذية وتصاعد العنف. تشير إلى أن آلاف الأطفال قد فقدوا حياتهم بسبب العنف، وتتسارع تدهور الظروف المعيشية للأطفال الآخرين مع انتشار الإصابات بالإسهال ونقص التغذية، مما يزيد من خطر وفاة العديد من الأطفال.

تُناشد منظمات إنسانية، مثل “يونيسيف”، المجتمع الدولي لتوفير أماكن آمنة للأطفال، وتحسين الظروف المعيشية في المخيمات، وتُشدد على ضرورة توفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال، بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.