الذكرى الـ21 لتدمير العراق.. أكاذيب الأمريكان أسقطت بلاد الرافدين.. الفساد والطائفية أجنحة الخراب

آخر تحديث :
غزو العراق
غزو العراق

21 عامًا مضت على سقوط بغداد، العاصمة العراقية، في يد القوات الأمريكية والبريطانية، تاركين وراءهم جرحًا عميقًا في تاريخ العراق الحديث، وبدأت الحرب عام 2003، حاملة شعارات تحرير العراق من أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية، وإرساء قواعد السلام في المنطقة.

في 19 مارس 2003، بدأت الحرب على العراق رسميًا، مستندة إلى ادعاءات حول امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل، التي لم يتم العثور عليها أبدًا ورفضتها معظم الدول. احتج مئات الآلاف من الأشخاص في شتى أنحاء العالم على هذه الحرب غير الشرعية.

رغم المعارضة الدولية، لم يمنع ذلك التحالف الذي ضم قوات أسترالية وبولندية بالإضافة إلى قوات قادتها بريطانيا والولايات المتحدة، بقوام يصل إلى 295 ألف جندي، من دخول العاصمة العراقية في الثالث من أبريل. وفي التاسع من نفس الشهر، سقطت بغداد بأكملها في يد قوات الاحتلال، على الرغم من عدم وجود تفويض من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.

بدأ الغزو “الأنجلو-أمريكي” للعراق في عام 2003 مرحلة جديدة من التحولات في تاريخ البلاد، حيث اتسمت هذه المرحلة بعدم الاستقرار السياسي والصراع الداخلي. تبع ذلك ظهور جماعات متشددة، من بينها تنظيم “داعش”، الذي سيطر على أجزاء كبيرة من العراق بين عامي 2014 و2017، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للبلاد وأدى إلى معاناة شديدة للعديد من العراقيين.

ومنذ بداية الغزو وحتى انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، قتل أكثر من 100 ألف مدني عراقي، وفقًا لتقديرات منظمة “ضحايا حرب العراق”. وفي المقابل، فقدت الولايات المتحدة قرابة 4500 جندي في العمليات العسكرية بالعراق.

في الوسط النسبي للاستقرار، يتصاعد الشبح المرعب لنقص الخدمات والفساد في العراق، فيما يظهر خطر التغير المناخي ونقص المياه والتصحر على الأفق.

على الرغم من امتلاك العراق ثروات نفطية ضخمة، إلا أن ثلث سكانه البالغ عددهم 42 مليونا ما زالوا يعيشون في الفقر، وتعاني البطالة من ارتفاع في أوساط الشباب. إلى جانب ذلك، يشكو العراقيون من النزاعات السياسية المتكررة وتأثير النفوذ الإيراني في شؤون بلادهم.

وبعد مرور 21 عامًا على سقوط بغداد، يظل العراق في مأزق تصاعدي يجسده التصعيد المتواصل للعنف. ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، تعرضت قواعد الجيش الأمريكي في سوريا والعراق والأردن لأكثر من 165 هجومًا صاروخيًا وغارة بطائرات بدون طيار، حيث تعمدت “المقاومة الإسلامية في العراق” إلى المسؤولية عن معظم هذه الهجمات.

وفي موازاة الردود الأمريكية على الميليشيات الموالية لإيران، شهد العراق ضربات تركية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني وضربات استعراضية للحرس الثورة الإيراني ضد أربيل، مما زاد من التوتر والتحدي للسلطة المركزية.

وبعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن بضربة من الميليشيات الموالية لإيران، شنت واشنطن ضربات انتقامية في سوريا والعراق، إلى جانب عملية اغتيال لأحد المسؤولين المفترضين عن الهجمات في كتائب حزب الله في العراق. وقد انتقد العراق الرسمي هذه الضربات الأمريكية، حيث اتهمت بغداد التحالف المناهض للجهاديين بقيادة واشنطن في الشرق الأوسط بأنه أصبح “عاملًا لعدم الاستقرار”.

ومع تصاعد الضربات والردود المضادة، تكررت طلبات الحكومة العراقية لسرعة انسحاب القوات الأمريكية، لكن واشنطن تصر على عدم إمكانية ذلك في ظل الظروف الراهنة، في حين تزداد طهران تمسكًا بنفوذها في العراق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.