نعمت شفيق بين جدل الحرية وتوفير الأمن في الجامعة.. حكاية صاحبة الأصول المصرية مع الأزمة الإسرائيلية

آخر تحديث :
نعمت شفيق بين جدل الحرية وتوفير الأمن في الجامعة.. حكاية صاحبة الأصول المصرية مع الأزمة الإسرائيلية

في قلب الجدل الساخن الذي يعصف بالمشهد الجامعي الأمريكي والعربي، تبرز الشخصية البارزة للدكتورة نعمت شفيق، المعروفة بـ”مينوش”، رئيسة جامعة كولمبيا الأميركية العريقة. تحت ضوء الأحداث الأخيرة المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبعد قرارها تكليف شرطة نيويورك بتفريق التظاهرات الاحتجاجية، أثارت شفيق جدلاً واسعاً يهز الولايات المتحدة.

القرار الذي اتخذته شفيق أثار موجة من الانتقادات الشديدة في الأوساط العربية، حيث اتهمت بـ”رفض دعم القضية الفلسطينية” و”دعوتها لقمع التظاهرات المناصرة لمعاناة غزة”. بينما واجهت اتهامات من الجماعات الصهيونية بـ”تشجيع معاداة السامية” و”فشلها في توفير بيئة آمنة للطلاب”.

وسط هذه التوترات، جاءت تصريحات شفيق أمام مجلس النواب الأمريكي لتؤكد “قدرة الجامعة على مواجهة معاداة السامية وتوفير بيئة جامعية آمنة”. وأشارت إلى التحدي الكبير في “موازنة حرية التعبير مع خلق بيئة خالية من التمييز للطلبة”.

بالرغم من الضجة الإعلامية والانتقادات، تظل شفيق تحتفظ بثقة في قدرة جامعتها على تحقيق التوازن بين القيم الجامعية وحقوق الطلاب المتنوعة. إنها محاولة لمواكبة التطورات الاجتماعية والسياسية، وتحديد مسار الحوار والتعبير الحر بدون المساس بأمان الطلاب وحقوقهم.

نعمت شفيق وُلدت في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1962، ولكنها غادرتها في سن الرابعة بسبب تأميم أملاك والدها. استقرت أسرتها في مدينة سافاناه بولاية جورجيا في الولايات المتحدة، حيث تعلمت اللغة الإنجليزية واندمجت في المجتمع المحلي بفضل استضافة والدتها لحفلات للأطفال لتكوين الصداقات. هذه التجربة شجعتها على الاهتمام بالحراك الاجتماعي.

التعليم والمسار المهني

حصلت شفيق على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس – أمهرست، ثم الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وأكملت دراستها بالحصول على الدكتوراه من جامعة أوكسفورد. عملت في البنك الدولي وشغلت مناصب أكاديمية في الجامعات قبل تعيينها أميناً عاماً لوزارة التنمية الدولية ببريطانيا.

الإنجازات المهنية

أصبحت شفيق أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولمبيا في نيويورك في عام 2023، بعد مسيرة حافلة في الأوساط الأكاديمية والمالية الدولية.

شفيق تُعَدُّ من الشخصيات البارزة في مجال الاقتصاد والسياسة، وقد تميزت بمسيرة مهنية حافلة وإسهامات كبيرة في مجالات عدة، مما جعلها محل اهتمام وتقدير دولي واسع النطاق.

خبرة اقتصادية استثنائية

نعمت شفيق تتمتع بخبرة اقتصادية استثنائية، وتجسد مزيجًا فريدًا من الشجاعة، والقوة الشخصية، والذكاء، مما يمكّنها من التأثير على صانعي السياسات. يصف زملاؤها وأصدقاؤها شفيق بأنها خبيرة اقتصادية ذات تنوع واسع في حياتها المهنية، حيث تقلبت بين صناعة السياسات الوطنية والإدارة المالية الدولية والأكاديمية.

التكريم والاعتراف

حظيت شفيق بالعديد من التكريمات والشهادات الدراسية الفخرية من جامعات مرموقة في العالم، مما يبرز اعترافًا دوليًا بإسهاماتها البارزة في مجالات عدة.

الاحتفاء الوطني

تلقت شفيق استقبالًا حارًا في مصر، حيث شاركت في العديد من الفعاليات والمؤتمرات، وأُشيد بإسهاماتها وتميزها كإحدى الشخصيات العربية المصرية المرموقة عالميًا.

رئاسة جامعة كولمبيا

تولت شفيق رئاسة جامعة كولمبيا في يناير 2023، وهي خطوة تاريخية تجسد الثقة الكبيرة في قدراتها القيادية والأكاديمية، كما أنها أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ الجامعة.

الحرب على غزة
تبدأ الأزمة التي واجهت نعمت شفيق مع تحفظاتها حيال التظاهرات والاعتصامات الطلابية المطالبة بوقف الحرب على غزة، بتعاملها مع تظاهرات “دعم غزة” داخل حرم جامعة كولومبيا. حيث تدخلت الشرطة لفض التظاهرات، ما أدى إلى اعتقال العديد من الطلاب وأثار جدلا واسعا.

تعرضت شفيق لانتقادات لموقفها الغير متعاطف مع التظاهرات، وطُالبت باستقالتها قبل إكمال عامها الأول في المنصب. رغم تبريراتها بشأن مخاوف السلامة وتعطيل الحياة الجامعية، إلا أن الانتقادات استمرت واتسعت رقعتها على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الجامعات الأمريكية.

ترى بعض التحليلات أن تركيز الانتقادات على شفيق بمفردها يعود إلى خلفيتها المصرية العربية، وكانت الآمال تعلو بأن تكون متعاطفة مع فلسطين. في حين ربط آخرون قرارها بضغوط اللوبي الإسرائيلي والتأثيرات السياسية داخل الولايات المتحدة.

من جهتهم، رأى البعض أن تدخل الشرطة في حرم الجامعة يعكس انحيازا ضد الحركات الطلابية وتجاهلًا لحقوق التعبير السلمي.

الأزمة تكررت في جامعات أخرى أيضًا، مما أثار مخاوف بشأن البيئة الجامعية وحرية التعبير داخل الحرم الجامعي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.