لقي أكثر من 26 حوتا طائرا حتفه، بينما تكافح فرق الإنقاذ لإبقاء 140 حوتا آخر على قيد الحياة، بعد جنوحها بشكل جماعي على سواحل غرب أستراليا.
وشوهدت مجموعات من الحيتان، من نوع الحيتان طويلة الزعانف، وهي تجنح على شواطئ بلدة دنسبورو الصغيرة، على بعد حوالي 250 كيلومترا جنوب بيرث، صباح اليوم الخميس، وبحلول منتصف النهار، ارتفع عدد القتلى إلى 26، بينما تكافح فرق الإنقاذ، بمساعدة المتطوعين، لإبقاء 140 حوتا آخر على قيد الحياة.
وتشير التقديرات إلى وجود مجموعتين أخريين من الحيتان في المنطقة: الأولى تضم حوالي 20 حوتا، والثانية تضم حوالي 110 حوتا. وتعمل أجهزة الطوارئ على منع المجموعة الأولى من الجنوح، بينما يتم مراقبة المجموعة الثانية عن كثب.
وأسرع العديد من نشطاء حقوق الحيوان والسكان المحليين إلى الشاطئ للمساعدة في جهود الإنقاذ، حيث قاموا بصب الماء على الحيتان للحفاظ على رطوبتها ومنعها من الجفاف.
تحذيرات من الاقتراب دون إذن
وحذرت السلطات المحلية الجمهور من الاقتراب من الحيتان دون إشراف من الخبراء، مؤكدة أن ذلك قد يعرضهم للخطر ويعيق جهود الإنقاذ.
وفي بيان لها، قالت هيئة المتنزهات والحياة البرية في غرب أستراليا: “نقدر رغبة الجمهور في المساعدة، لكننا نطلب منهم عدم محاولة إنقاذ الحيوانات بأنفسهم. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابات أخرى للحيوانات وإزعاجها، كما يعيق جهود الإنقاذ المنسقة.”
ظاهرة غامضة
ولا تزال أسباب جنوح الحيتان الجماعي غامضة. ويعتقد بعض العلماء أن ذلك قد يكون ناتجا عن تغير المجالات المغناطيسية للأرض، أو عن التسمم، أو حتى عن ملاحقتها من قبل الحيوانات المفترسة.
ويأمل خبراء الأحياء البحرية في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيتان على قيد الحياة.
وقال خبير الأحياء البحرية إيان ويز، الذي كان في مكان الحادث: “نعمل بأقصى جهدنا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيتان. ونأمل أن نتمكن من إعادة بعضها إلى البحر سالمة.”
مأساة مألوفة
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها غرب أستراليا لظاهرة جنوح الحيتان الجماعي. ففي عام 1996، جنحت 320 حوتا في نفس المنطقة، وتم إنقاذ جميعها تقريبا. بينما في عام 2018، لقي 100 حوت طائر حتفه في خليج هاملين بغرب أستراليا بعد جنوح جماعي آخر.
في حين دعا نشطاء حقوق الحيوان إلى إجراء تحقيق شامل لفهم أسباب جنوح الحيتان الجماعي بشكل أفضل، واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع حدوث مثل هذه المآسي في المستقبل.
