سد النهضة: تطورات متسارعة وغموض يلف المستقبل
كشفت صور فضائية حديثة نشرها الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تطورات هامة في سد النهضة الإثيوبي.
وتظهر الصور ارتفاع الممر الأوسط للسد إلى منسوب 630 مترًا فوق سطح البحر، أي بارتفاع 10 أمتار فقط عن الارتفاع النهائي.
وهذا يعني أن نسبة الأعمال الإنشائية في السد قد بلغت 97%، بينما لم يتم الانتهاء من أي من التوربينات العلوية حتى الآن، حيث تم إنجاز 60% فقط من الأعمال الكهربائية.
وتوقع شراقي أن تستغرق إثيوبيا عامين آخرين لإكمال جميع الأعمال الإنشائية والكهربائية في السد.
وأثار هذا التطور الجديد مخاوف مصر والسودان من تأثيرات السد على حصتهما من مياه النيل.
وكان الدكتور هاني سويلم، وزير الري المصري، أكد أن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، وأن هناك تأثيرات يمكن مواجهتها وأخرى لا يمكن.
وشدد على أن أي تأثير سيحدث على مصر سيدفع الجانب الإثيوبي ثمنه في يوم من الأيام.
وأشار سويلم إلى أنه وفقًا لاتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا، فإنه لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب فعلى المتسبب أن يدفع ثمن هذا الضرر.
وأكد سويلم أن من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.
وحول مخاطر سد النهضة، أكد سويلم أنها ستكون في حالة الجفاف الممتد، حيث يتم استنزاف مخزون السد العالي، بينما يتم تخزين كميات من المياه في بحيرة السد الإثيوبي لتوليد الكهرباء.
وشدد على أنه في هذه الحالة، فإن حياة المواطنين في مصر والسودان لها أولوية، ولا بد من خروج كميات المياه في بحيرة السد الإثيوبي للبلدين.
وتُعد هذه الصور الفضائية الجديدة تطورًا هامًا في ملف سد النهضة، ويجب على مصر والسودان اتخاذ خطوات حاسمة لحماية مصالحهما المائية.
