في تحرك استراتيجي غير مسبوق، اتخذت الصين خطوات جادة نحو تعزيز استقلاليتها الاقتصادية والعسكرية، وفقًا لتقارير صحفية أمريكية، فقد رصدت الصحف الأمريكية جهودًا غير مسبوقة لبناء مخزون ذهبي هائل بقيمة 170 مليار دولار، في مسعى رئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المال والغذاء، مما يُظهر تحضيرات الصين لحرب محتملة مع تايوان وحليفتها أمريكا.
ووفقًا لما نقلته صحيفة “تليجراف” البريطانية، فإن الصين بدأت في بناء هذا المخزون الذهبي بعد سلسلة من عمليات الشراء القياسية، مما أثار مخاوف من تحول اقتصاد الصين نحو تحضيرات لصراع محتمل حول تايوان.
وأكدت بيانات مجلس الذهب العالمي أن الصين أصبحت تمتلك احتياطيًا ذهبيًا قياسيًا، حيث اشترت 27 طنًا من الذهب في الأشهر الثلاثة الأولى من العام فقط، ما رفع احتياطياتها إلى مستوى لم يسبق له مثيل، يبلغ 2262 طنًا.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من تعزيز الصين لشراء الذهب بشكل مطرد، حيث زادت احتياطياتها بنسبة 16% خلال سلسلة من الشهور المتتالية، مما يشير إلى رؤية استراتيجية مدروسة تتجاوب مع التحديات المحتملة في المستقبل.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بناء مخزون الصين من الذهب قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لحماية اقتصادها من العقوبات الدولية، مثل تلك التي فُرضت على روسيا بسبب أحداث أوكرانيا.
وقال خبراء إن مثل هذه الإجراءات الجديدة للصين قد تكون أيضًا جزءًا من استعداداتها لمواجهة محتملة مع القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، في ظل تصاعد التوترات حول قضايا إقليمية مثل تايوان.
وفيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، يرى الخبراء أن الصين قد استفادت من تجارب الدول الغربية وتعزيز قوتها الاقتصادية بشكل استراتيجي.
وقد بدأت الصين بشراء الذهب بعد وقت قصير من فرض العقوبات على روسيا بسبب أحداث أوكرانيا، مما يوحي بأنها تسعى لتقوية استقلاليتها المالية وتقليل تأثير العقوبات المحتملة في المستقبل.
ويعتبر الذهب الآن جزءًا مهمًا من استراتيجية الصين الاقتصادية والعسكرية، حيث ارتفعت نسبة ملكيتها للذهب كجزء من احتياطياتها المالية منذ أكتوبر 2022، وتمتلك الآن سادس أكبر مخزون من الذهب في العالم.
وفي ظل هذه التطورات، يشير الخبراء إلى أن الصين تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والمال، وتعتبر بناء مخزون ذهبي ضخم جزءًا من استعداداتها لمواجهة طويلة الأمد مع القوى الغربية، مما يظهر توجهها نحو تحقيق مكانة قوية على الساحة الدولية في المستقبل.
