الصين تزيد نفوذها في جنوب آسيا على حساب الهند.. بكين تحاصر نيودلهي عبر دول الجوار

آخر تحديث :
الصين والهند
الصين والهند

في خضم التنافس المتزايد مع الهند، تسعى الصين إلى تعزيز نفوذها في منطقة جنوب آسيا عبر التعاون الأمني مع دول تحد الهند، مثل جزر المالديف وسريلانكا ونيبال.

التقى وفد عسكري صيني رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الصيني، الجنرال “لي زوشو”، بالرئيس المالديفي “إبراهيم محمد صلح” في 15 مارس 2024.

,ناقش الوفد مع الرئيس المالديفي سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، بما في ذلك التدريبات المشتركة وتبادل الخبراء.

عقد الوفد أيضاً اجتماعات مع كبار مسؤولي الدفاع في جزر المالديف وسريلانكا ونيبال خلال جولته في المنطقةK ,ركزت المحادثات على القضايا الأمنية الإقليمية المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

علاقات المالديف ونيبال مع الصين تشهد تطوراً سريعاً وملحوظاً، حيث تعزز الروابط الثنائية بين البلدان وتأخذ اتجاهاً ملحوظاً نحو التعاون العسكري والاقتصادي.

فيما يتعلق بالمالديف، وقّعت وزارة الدفاع في البلاد اتفاقية مع الصين في الأسبوع الأول من هذا الشهر تتضمن تقديم المساعدة العسكرية مجاناً، وهو ما يعزز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر. في الوقت نفسه، تطالب الحكومة المالديفية بانسحاب القوات الهندية المتمركزة في البلاد لأغراض الإغاثة وغيرها، مع التأكيد على رغبتها في انسحاب كامل لهذه القوات بحلول مايو المقبل.

من ناحية أخرى، ترتبط نيبال أيضاً بعلاقات ودية مع الصين، حيث ينتمي رئيس الوزراء بوشبا كمال دهال إلى الحزب الشيوعي النيبالي المؤيد للصين. شاركت نيبال بنجاح في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، مما ساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ورغم الحفاظ الرسمي على سياسة خارجية غير منحازة، فإن نيبال انحازت بشكل ملحوظ نحو الصين في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب الدعم الاقتصادي والمشاريع التنموية التي تقدمها الصين، خاصة بعد تأثير جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد النيبالي.

ومن ناحية أخرى تعتبر سريلانكا،أن الصين أكبر دائن لها، تعاني من صعوبات اقتصادية بسبب تعثر صناعة السياحة في البلاد، والتي تسببت في تخلفها عن سداد ديونها في عام 2022. وتمثل الصين حوالي 4.7 مليار دولار من إجمالي ديونها البالغ 37.3 مليار دولار في نهاية عام 2023.

تُعَدُّ الصفقة التي منحت الصين حق الانتفاع بمشروع ميناء هامبانتوتا عام 2017، لمدة 99 عامًا، بمثابة مثال على ما يُعرف بـ “فخ الديون”. فقد جاءت هذه الصفقة بعد تخلف سريلانكا عن سداد ديونها، وهو ما يجسد الطريقة التي يستخدمها الدائنون لتأمين مصالحهم عبر تقديم القروض والمساعدات في حين يكونون على استعداد للحصول على تنازلات طويلة الأمد في البنية التحتية أو الموارد.
تستمر العلاقات بين الصين والهند في التوتر منذ اشتباكات عسكرية وقعت في يونيو 2020 حول مناطق متنازع عليها في منطقة الهيمالايا بمنطقة لاداخ. رغم أن قادة البلدين التقوا خلال قمة البريكس في أغسطس الماضي، إلا أن اللقاء لم يتجاوز الحديث على هامش القمة.

في السياق ذاته، عززت الهند علاقاتها مع الولايات المتحدة خلال العام الماضي من خلال توقيع صفقات لشراء طائرات بدون طيار وإنتاج مشترك لمحركات الطائرات النفاثة في الهند، وذلك بهدف مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة التي تشكلها الصين.

بالإضافة إلى ذلك، تحظى الهند بعلاقات متنامية ومنفتحة على التعاون الأمني مع اليابان، حيث أكد وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، على أهمية تعزيز التعاون بين نيودلهي وطوكيو في مجالات نقل تكنولوجيا الدفاع والتطوير المشترك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.