تاريخ الفسيخ.. حكاية السمك المملح من معابد الفراعنة إلى مشاهد السينما.. والمصريون يتجاهلون نصائح الأطباء

آخر تحديث :
تاريخ الفسيخ.. حكاية السمك المملح من معابد الفراعنة إلى مشاهد السينما.. والمصريون يتجاهلون نصائح الأطباء

شهد موسم شم النسيم ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفسيخ والرنجة، مما أدى إلى حالة من الركود في الأسواق.

أسعار مرتفعة:

تراوح سعر كيلو الفسيخ الواحد من 400 إلى 450 جنيهاً، مقابل 220 إلى 275 جنيهاً في العام الماضي، بنسبة زيادة تبلغ 80 في المائة، وفق حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية في الغرفة التجارية بالقاهرة، الذي أرجع في تصريحات صحافية زيادة الأسعار إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في الآونة الأخيرة ومن بينها ارتفاع أسعار الأسماك، ومستلزمات الإنتاج.

جدل حول الفسيخ:

يُثير الفسيخ نقاشًا سنويًا في مصر، بين محبيه وكارهيه، مع التأكيد على احترام ثقافات الآخرين وعاداتهم.

موروث مصري أصيل:
يُعدّ الفسيخ موروثًا مصريًا أصيلًا، يعود تاريخه إلى أكثر من 4 آلاف عام.
عرف المصريون القدامى الفسيخ منذ أكثر من 4 آلاف عام، حسب عالم الآثار المصري زاهي حواس، الذي أكد، في تصريحات سابقة، أن مركز الفسيخ أو السمك المملح عند الفراعنة كان في إسنا في جنوب البلاد.
وقال حواس: “في اكتشافاتنا الأثرية، كشفنا آثاراً تُثبت أن المصريين القُدامى كانوا يملّحون الأسماك لتطول فترة صلاحيتها للأكل ويتمكّن العمّال من تناولها أثناء العمل”.

براند مصري بامتياز:
يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن “الفسيخ براند مصري بامتياز، وموروث مصري أصيل، يثير الجدل حوله باستمرار، رغم تناول شعوب الدول الاسكندنافية، أسماكاً مملحة أيضاً، وتُعدّ من أغنى الشعوب وأكثرها رفاهية”.

ممارسة ثقافية شعبية:
يُقبل مصريون على الفسيخ بشكل لافت في موسمي “عيد الفطر” و”شمّ النّسيم”،
ويرتبط تناول الفسيخ في “شمّ النسيم” بتقديم القرابين من سمك مملح وخضروات للآلهة.

تحذيرات صحية:

ورغم تحذيرات وزارة الصحة المصرية المتكررة من تناول الفسيخ والرنجة؛ خصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة، فإن قطاعاً كبيراً من المصريين يتجاهل هذه التحذيرات.

الفسيخ في السينما:

وظفت أعمال سينمائية من بينها فيلم “عسل أسود”، للفنان أحمد حلمي هذه المفارقة؛ حيث ظهر في أحد المشاهد وهو ينفر من رائحته القوية قبل أن يلتهم الفسيخ ويبدي إعجابه الشديد بطعمه.

الفسيخ في مواقع التواصل الاجتماعي:

وتبارى مدوّنون ويوتيوبر مصريون أخيراً في تسليط الضوء على “طعامة الفسيخ” ذي اللون الوردي، حيث يظهرون في مقاطع تلقى إعجاب الآلاف وهم يلتهمونه بشغف وحب بالغين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.