الهوية الإسلامية تواجه خطر الضياع في سوريا.. انتشار اللغة الفارسية بوابة التشيع.. والروسية تهدد العروبة

آخر تحديث :
مدارس سوريا
مدارس سوريا

إنّ أي أمة تسعى نحو الرقي والنهضة لا بد أن تستند إلى هويتها، فهي بمثابة البوصلة التي تُرشدها في مسيرتها نحو مستقبلٍ مزدهر. فالهوية هي جوهر الأمة وسرّ تميزها عن غيرها، وهي التي تُعطي أفرادها شعوراً بالانتماء والاعتزاز.

ومما يؤسف له أن سوريا بعد أحداث الربيع العربي في 2011، وما نتج عنها من تدخل روسيا وإيران في الشأن الداخلي السوري، وما صاحبهما من انتشار المدرس والمراكز اللاتي تعلم الروسية والفارسية، أصبحت هوية سوري الإسلامية العربية تواجه خطرا حقيقيا.

وخلال زيارتها الأخيرة إلى الصين في عام 2023، حذرت عقيلة الرئيس السوري، أسماء الأسد، من التداعيات الخطيرة لما وصفته بـ”احتلال اللغة”، مشددة على أن هذا الأمر يمثل تهديدًا للوعي والهوية الثقافية للمجتمعات.

وتأتي تصريحات أسماء الأسد في ظل تنافس متصاعد بين روسيا وإيران على تأثيرهما في المشهد التعليمي في سوريا، حيث تسعى كل دولة لتعزيز تأثيرها وسط الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

تأثير روسيا وإيران:
روسيا نجحت في إدراج اللغة الروسية كلغة ثانية اختيارية في المناهج التعليمية الأساسية في سوريا، وبعد سنوات من بدء المشروع، ارتفع عدد الطلاب الذين يتعلمون الروسية إلى أكثر من 35 ألف طالب.

من جهتها، استطاعت إيران فرض تعليم الفارسية في عدد من المدارس الحكومية، بالإضافة إلى افتتاح مراكز لتعليم الفارسية في الجامعات السورية، وخاصة في محافظة دير الزور.

وتسعى إيران من خلال هذه المدارس إلى محو عقيدة أهل السنة، وفرض المذهب الشيعي الإثنى عشري، الذي يضم أفكارا غريبة، بعيدة عن الإسلام وعقيدته الصحيحة.

تهديد للهوية الثقافية:
هذا التنافس الحالي بين روسيا وإيران على التأثير في التعليم السوري يشكل تهديدًا مباشرًا للهوية الثقافية العربية في البلاد، وقد يسهم في زيادة التفرقة الطائفية والعرقية. ومنذ طرد تنظيم داعش من المنطقة، بدأت إيران بفتح مدارس ومراكز ثقافية في مدن دير الزور والميادين والبوكمال، مما يعزز تواجدها وتأثيرها في المنطقة.

المخاوف والآثار المترتبة:
يخشى البعض من أن يؤدي هذا التنافس إلى غسل أدمغة الشباب السوري وتغيير هويتهم الثقافية، كما يعتبر البعض الآخر أن الأنشطة التعليمية التي تقدمها إيران تستغل الفقر والأزمة المعيشية لتجنيد الشباب والأطفال في صفوفها، مما يزيد من التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد.

ختامية:
إن مواجهة هذا التحدي تتطلب جهودًا مشتركة من جميع الفاعلين في المجتمع السوري لحماية الهوية الثقافية واللغوية، والحفاظ على استقلالية التعليم عن التأثيرات الخارجية، حتى يتسنى للشباب السوري بناء مستقبلهم على أسس قوية من الانتماء والهوية الوطنية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.