وضعت أهلية ترشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومطالبته بـ”حصانة” من الملاحقات القضائية، الانتخابات الأمريكية على صفيح ساخن، في ظل توجه المحكمة العليا الأمريكية من أجل البت في ترشح الرئيس الأمريكي السابق لانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
وأشار تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إلى تدخل المحكمة العليا الأمريكية في الانتخابات الرئاسية عام 2000، التي فاز فيها جورج دبليو بوش، محذرًا من أن تلك المعارك القانونية قد تتسبب في تقسيم الأمة وترك ندوبًا دائمة.
المحكمة العليا في كولورادو تصدم ترامب
في قرار مذهل وغير مسبوق، أبعدت المحكمة العليا في كولورادو يوم الثلاثاء الرئيس السابق دونالد ترامب من اقتراع الولاية لعام 2024، وحكمت بأنه ليس مرشحًا رئاسيًا مؤهلاً بسبب “الحظر التمرد” الذي ينص عليه التعديل الرابع عشر.
وسيتم تأجيل الحكم 4-3 حتى 4 يناير، في انتظار استئناف ترامب أمام المحكمة العليا الأمريكية، والتي يمكن أن تنهي الجدل حول أهلية ترشح ترامب للانتخابات الرئاسية.
في الحكم الأخير في ولاية كولورادو، أكدت المحكمة عدم أهلية ترامب للمشاركة في الانتخابات التمهيدية بسبب دوره في هجوم الكابيتول، وهو قرار قابل للطعن حتى الرابع من يناير.
ولا ينطبق قرار المحكمة العليا في الولاية إلا على ولاية كولورادو، لكن الحكم التاريخي سيعكر صفو الحملة الرئاسية لعام 2024.
وبينما قالت حملة ترامب إنها تستعد لأي نتيجة قبل أن يخلص قاضي المحاكمة إلى أن الحظر لا ينطبق على الرئاسة – وأشار إلى مدى السرعة التي تمكنوا بها من إصدار بيان – أعرب فريق الرئيس السابق عن ثقته في أن أعلى وستحكم المحاكم لصالحهم.
و قال مسؤولو الانتخابات في كولورادو إن الأمر يحتاج إلى تسوية بحلول 5 يناير، وهو الموعد النهائي القانوني لتحديد قائمة المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري المقرر إجراؤها في 5 مارس.
عدم الاستقرار السياسي يهدد أمريكا
ريتشارد هاسن، الخبير في قوانين الانتخابات في جامعة كاليفورنيا، أكد في مدونته أن عدم الاستقرار السياسي الحالي في الولايات المتحدة يجعل الوضع أكثر خطورة مقارنة بما كان عليه في عام 2000.
تسريع محاكمة ترامب
و في سياق آخر، طلب المدعي العام الفيدرالي، جاك سميث، من المحكمة العليا تسريع النظر في طلب ترامب بحصانة من الملاحقة القضائية بتهمة عرقلة الانتخابات، مما زاد من حدة المناورات القانونية حول جدول زمني محدد لمحاكمته في مارس المقبل في واشنطن.
“واشنطن بوست” تشير إلى تعقيدات النتائج المحتملة للمراجعة التي قد تحدد مصير اسم ترامب في ورقة الاقتراع.
دعم واسع لترامب
في أعقاب القرار، حصل ترامب، المرشح الأوفر حظا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، على دعم أعضاء الكونجرس بالإضافة إلى مرشح آخر على الأقل من الحزب الجمهوري للرئاسة.
وانتقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون قرار محكمة الولاية في بيان، ووصفه بأنه “متهور”، مضيفا أن ” الحكم الصادر بمحاولة استبعاد الرئيس ترامب من الاقتراع في كولورادو ليس سوى هجوم حزبي مستتر. بغض النظر عن انتمائه السياسي، لا ينبغي حرمان كل مواطن مسجل للتصويت من حق دعم رئيسنا السابق والفرد الذي يتصدر كل استطلاعات الرأي في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري”.
وقال “نحن على ثقة من أن المحكمة العليا الأمريكية ستضع جانبا هذا القرار المتهور وتترك للشعب الأمريكي أن يقرر الرئيس القادم للولايات المتحدة.”
وفي الوقت نفسه، وصف مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة فيفيك راماسوامي القرار بأنه “هجوم فعلي على الديمقراطية” و”تدخل في الانتخابات”.
وتعهد بالانسحاب من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كولورادو ما لم يُسمح لترامب بالمشاركة في الاقتراع.
سيناريوهات مستقبل ترشح ترامب
خبراء يعتبرون أن استبعاد رئيس سابق ومرشح جمهوري بارز من الاقتراع في المحكمة العليا يعتبر أمرًا غير عادي.
أستاذ قانون في نورث ويسترن، ستيف كالابريسي، يشير إلى ضرورة استماع المحكمة العليا للقضية حتى لو لم تتناولها المحاكم الفيدرالية الأخرى، مشددًا على أهمية موافقة المحكمة لضمان عدم إجراء انتخابات رئاسية من دون اسم ترامب في أي ولاية.
وأستاذ القانون الدستوري في جامعة ميرلاند، مارك جرابر، يرى أن المادة 3 لا تتطلب إدانة الشخص بجرائم تتعلق بالمشاركة في تمرد لاستبعاده من الاقتراع، والمحكمة العليا قد تتعمق في القضية أو تختار الحكم بناءً على أسس فنية، مما يترك ترامب خارج نطاق أي رأي.
