تراجع مستويات السعادة في أمريكا.. اضطرابات اقتصادية وسياسية واجتماعية.. و زيادة مشاعر اليأس والاحباط

آخر تحديث :
أمريكا
أمريكا

تواجه التقارير إلى أن الولايات المتحدة أزمة عميقة تهدد استقرارها على عدة جبهات، منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. يُظهر تراجع مستويات السعادة بين الأمريكيين مؤشرًا قلقًا، حيث انخفضت الولايات المتحدة إلى المرتبة 23 عالميًا في تقرير السعادة العالمي لعام 2024، وهو المرتبة الأدنى لها منذ بدء إصدار التقرير في عام 2012.

يعتبر هذا التراجع إشارة إلى تحديات شاملة تواجه المجتمع الأمريكي، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين. فمع ارتفاع معدلات التضخم وتدهور الأوضاع الاقتصادية، شهدت الأسعار زيادات ملحوظة في السلع الأساسية مثل الدواجن، والخبز، والسكر، والزبدة، مما زاد من ضغوط الحياة على الأسر والفرد.

وبجانب الأوضاع الاقتصادية، تتزايد المخاوف تجاه النظام السياسي، حيث أظهرت دراسات استطلاعية مستويات عالية من عدم الرضا تجاه فروع الحكومة والأحزاب السياسية. ومن بين النتائج المقلقة، أنه يُعتقد أن النظام السياسي لا يعمل بفعالية بالغة، مما يعكس مستويات منخفضة من الثقة والرضا في أداء السلطات الحاكمة.

ومع ازدياد التوترات السياسية والاجتماعية، يظهر القلق بشأن احتمالية حدوث أشكال من أشكال العنف السياسي في المستقبل، مما يزيد من القلق بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية.

علاوة على ذلك، فإن مشاعر الوحدة تنتشر بين الأمريكيين، حيث يُظهر البيانات ارتفاعًا في الشعور بالوحدة والعزلة، خاصة بين الشباب والعازبين. وهذا يعكس تحديات الصحة النفسية التي تواجهها البلاد، حيث يلجأ المزيد من الأمريكيين إلى تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

بشكل عام، فإن هذه الأزمة الشاملة تتطلب جهودا مشتركة وتفاعلية من مختلف القطاعات والمجتمع، لتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعزيز الشعور بالمشاركة والانتماء في المجتمع الأمريكي.

تُعاني البلاد من اضطراباتٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ واجتماعيةٍ غير مسبوقة، تُلقي بظلالها على حياة الأمريكيين، وتُؤدّي إلى شعورٍ عامٍ باليأس والإحباط.

يُعاني الأمريكيون من ارتفاعٍ مُلفتٍ في أسعار السلع الغذائية الأساسية، وازديادٍ مُستمرٍ في تكاليف الإيجار، ممّا يُثقل كاهلهم ويُؤدّي إلى تدهورٍ في أوضاعهم المعيشية.

يُعبر الأمريكيون أيضًا عن شعورٍ عميقٍ بالشكّ تجاه النظام السياسي، حيثُ لا يثق 63% منهم في مستقبل النظام السياسي الأمريكي، ممّا يُؤدّي إلى مزيدٍ من الانقسامات والتشظّي في المجتمع.

أصبحت نسبةٌ متزايدةٌ من الأمريكيين تُعبّر عن ازدرائها للحزبين السياسيين، ممّا يُؤشّر إلى فقدان الثقة في المؤسسات السياسية، وازديادٍ في مشاعر الغضب واليأس.

يُعتقد المزيد من الأمريكيين أن بلدهم مُتجهٌ نحو انهيارٍ سياسي، ممّا يُثير مخاوف حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية، ويزيد من احتمالية حدوث صراعاتٍ داخليةٍ مُستقبلًا.

أشار الجراح العام الأمريكي إلى الوحدة كـ “وباء صحي عام” يعاني منه 30% من البالغين، ممّا يُؤكّد على تفاقم مشاعر العزلة والاكتئاب بين الأمريكيين.

يُعاني 30% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا من الوحدة بشكلٍ يوميٍ أو أسبوعي، ممّا يُؤشّر إلى تفاقم الأزمة النفسية بين الشباب.

يتناول واحد من كل عشرة أمريكيين أدوية مضادة للاكتئاب، بينما يتناول أكثر من 60% منهم هذه الأدوية لمدة عامين أو أكثر، ممّا يُؤكّد على خطورة الأزمة النفسية التي تُعاني منها الولايات المتحدة.

يُؤكّد تقرير السعادة العالمي على أهمية معالجة الأسباب الجذرية لانخفاض مستويات السعادة في الولايات المتحدة، مثل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وارتفاع معدلات التضخم، وازدراء النظام السياسي، ومشاعر الوحدة.

يُمكن أن تُساعد معالجة هذه الأسباب في تحسين مستويات السعادة في الولايات المتحدة، وتعزيز استقرارها، ومنع تفاقم الأزمات التي تُعاني منها.

إنّ تراجع مستويات السعادة في الولايات المتحدة هو صرخةٌ مدويةٌ تُنذر بمخاطرٍ جمةٍ على مستقبل البلاد، ممّا يتطلّب خطواتٍ جادّةً وعاجلةً لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة.

يُمكن أن تُؤدّي هذه الأزمة إلى تفاقم الانقسامات السياسية والاجتماعية، ممّا قد يُهدد استقرار الولايات المتحدة، ويُؤدّي إلى صراعاتٍ داخليةٍ مُستقبلًا.

إنّ مستقبل الولايات المتحدة يعتمد على قدرتها على معالجة هذه الأزمة، وتحسين مستويات السعادة بين الأمريكيين، وتعزيز الثقة في المؤسسات السياسية، وخلق مجتمعٍ أكثر عدلًا ومساواة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.