في الوقت الذي أظهر فيه الكيان الإسرائيلي امتعاضًا مما بدا أن قرار مفاجئ من أمريكا، بامتناع الولايات المتحدة عن الإستخدام المتوقع لحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار، فوجئ العالم بتدفق دفعات جديدة من السلاح الأمريكي علي دولة الاحتلال لاستحدامها في عملياتها الحربية، واستهداف سكان القطاع تحت شعار مطاردة حماس.
وبينما أظهرت الإدارة الإسرائيلية، غضبًا معلنًا علي الموقف الأمريكي بدعوي أنه تراجع عن المساندة و تغيير في التوجهات، نري المديح والثناء والشكر علي سيل الأسلحة و القذائف التي تكرّس للتفوق الإسرائيلي في التسلح علي كل خصومها، و تكمل الناقص في ترسانتها التي تستغلها في استهداف الخصوم والمدنيين سويًا.
البداية كانت يوم الإثنين الماضي، عندما تظاهرت إدارة الإحتلال أنها أصيبت بالصدمة بعدما امتنعت الإدارة الأمريكية عن الاستخدام المعتاد لحق النقد “الفيتو” في مجلس الأمن، وتسبب ذلك في تمرير قرار بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي أول رد فعل إسرائيلي على مشروع القرار، الذي وافق عليه مجلس الأمن، يوم 25 مارس الجاري، لوقف إطلاق النار في غزة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،في نفس اليوم، إلغاء زيارة وفد بلاده إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن.
وقال مكتب نتنياهو في بيان له، إن “الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها الثابت في مجلس الأمن، حيث ربطت قبل أيام قليلة وقف إطلاق النار بالإفراج عن المحتجزين”.
وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة لم تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المحتجزين، وهذا تراجع واضح عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب”.
وبينما تتابع التقارير بوادر الخلاف الإسرائيلي الأمريكي، فاجأتنا صحيفة واشنطن بوست، في تقرير لها، نُشر أمس الجمعة، يكشف أن الولايات المتحدة أعطت في الأيام القليلة الماضية الضوء الأخضر لإرسال قنابل ومقاتلات بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، حتى مع إبدائها علنًا مخاوف حيال هجوم عسكري متوقع على رفح الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين في وزارتي الدفاع “البنتاجون” والخارجية الأمريكيتين، القول إن مجموعات الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة “إم.كيه 84” زنة ألفي رطل و500 قنبلة “إم.كيه 82” زنة 500رطل.
وكشفت الصحيفة، أن الخارجية الأمريكية سمحت بنقل 25 طائرة مقاتلة ومحركات من طراز “F-35A” بقيمة 2.5 مليار دولار لإسرائيل، وافق عليها الكونجرس في عام 2008.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية، أن موافقات الرئيس جو بايدن المتكررة على نقل الأسلحة لإسرائيل هي إلغاء للمسؤولية الأخلاقية واعتداء على سيادة القانون.
وذكرت الصحيفة أن تهميش الولايات المتحدة على الساحة العالمية بسبب دعمها إسرائيل أثار غضب بعض الديمقراطيين في الكونجرس.
وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.8 مليار دولار لإسرائيل، وهي حليفتها منذ فترة طويلة.
